ماذا تعرف عن اليمن الغموس
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
: " وسميت غموسا لأنها تغمس صاحبها الإثم ثم في النار؛ لأن الحالف على أمر
ماض كاذباً عالماً ـ والعياذ بالله ـ جمع بين أمرين: بين الكذب، وهو من
صفات المنافقين، وبين الاستهانة باليمين بالله، وهو من صفات اليهود، فإن
اليهود هم الذين ينتقصون ربهم، ويصفونه بالعيوب، فحينئذٍ تكون يمينه
غموساً" .
" الشرح الممتع " (15/130) .
وهذه
اليمين ليس فيها كفارة على القول الراجح عند أهل العلم ؛ ؛ بل الواجب فيها
التوبة إلى الله تعالى ، واستغفاره ، مع ما يجب عليك من الحذر من التساهل
في شأن الأيمان ، ولو كنت صادقة ؛ فكيف إذا كنت كاذبة ؟!
سئلت اللجنة الدائمة :
"
إنني طالب في معهد سلفي لجماعة أنصار السنة المحمدية بكسلا، وهناك اتحاد
إسلامي لطلبة أرتريا، ويوجد بينهم خلافات كبيرة بين الاتحاد والجماعة،
ولذلك فالنشاط معهم ممنوع وأنا قد اشتركت معهم، ولما علم مشرف المعهد
سألني: هل أنت في الاتحاد؟ فقلت له: لا، فأجبرني على الحلف فحلفت باحتمال،
ولكن لم أتأكد من الاحتمال الذي فعلته، هل هذا اليمين تكون يمينا غموسا أو
تجب كفارة؟ مع العلم أنني لو لم أجبر لما حلفت، واعتبرت ذلك ضرورة ؛ لأنني
لو لم أصدقه لرفضني من المعهد، فأنا حفاظا على العلم فعلت ذلك "
فأجاب علماء اللجنة :
"
اليمين التي ذكرت تسمى اليمين الغموس، وهي من كبائر الذنوب، ولا تجدي فيها
الكفارة لعظيم إثمها، ولا تجب فيها الكفارة على الصحيح من قولي العلماء،
وإنما تجب فيها التوبة والاستغفار، فعليك التوبة والاستغفار منها " .
انتهى . "فتاوى اللجنة الدائمة" (23/133) .
وسئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
"
لي أخ مستخرج جواز سفر وأراد استخراج واحد آخر وفي أثناء التحري قال له
المتحري: أتحلف بأنه ليس لك جواز سابق . وكان لم ير مصحفا أمام المتحري ثم
أخرجه المتحري . وقد خاف الأخ وحلف إنه لم يستخرج جواز سفر آخر . أفيدونا
عن حكم ذلك وهل عليه دم . وهل تجزئ الكفارة ؟ "
فأجاب رحمه الله :
" عليه التوبة إلى الله سبحانه وتعالى ، وهكذا كل كاذب عليه التوبة إلى الله ، والصدق في ذلك والندم ، وعدم العودة .
وليس
في اليمين الكاذبة كفارة على الصحيح ، فكفارات الأيمان على المستقبل إذا
خالف ؛ مثل أن يقول : ( والله ما أفعل كذا أو والله لا أكلم فلانا ) ، أما
الكذاب فعليه التوبة فقط ؛ يتوب إلى الله ويندم على ما صنع ويقلع عن الذنب
، ويعزم عزما صادقا ألا يعود في ذلك ، عن إخلاص لله ورغبة فيما عنده ،
وبذلك يعفو الله عنه ؛ لأن التوبة النصوح يمحو الله بها الذنوب ، كما قال
الله عز وجل : { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ
لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } " انتهى .
"مجموع فتاوى ابن باز" (23/115) .
والله أعلم .